08‏/06‏/2012

متى كان العربان أصدقاء

في ذكرى النكسة يتحالف العربان مع الغربان مع اسرائيل في مجلس الأمن لاستدعاء العدوان و الحرب على سورية فهل هي مفارقة و سابقة أم نهج و سلوك عرباني أصيل متوارث ابا عن جد و كل ما هنالك أن التحالف الذي كان سريا خرج للعلن في زمن التباهي بالعهر و القوادة و العمالة .
أليسوا هم ذاتهم من توسلوا واشنطن أن تدعم و تدفع حليفتها اسرائيل لضرب مصر و سوريا في ال 67 و قد انفضحت رسائلهم لواشنطن التي أقروا فيها أنهم مضطرون ظاهريا أن يتباكوا على البلدين و يقدموا بعض المساعدات الهزيلة ذرا للرماد في العيون و لحفظ ماء الوجه .
يحكى أنه بعد نكسة ال 67 نشط الطلاب العرب في لندن لجمع تبرعات للمساعدة و الدعم للفلسطينيين
فدخلوا محل بريطاني و شرحوا قضيتهم فقال لهم لن تستفيدوا شيء فسألوه لماذا ؟
أجابهم هل ترون ذلك المحل ان صاحبه يهودي اذهبوا و اطلبوا منه تبرع و سترون أنه لن يخبركم أنه يهودي و قد يتبرع لكم بعشرة دولارات و لكنه بالمقابل سيتبرع لاسرائيل بألف دولار و بالتالي لن تفعل عشرة دولارات شيء مقابل ألف دولار.
أليس هذا بالضبط ما يفعله العربان تحديدا يتمننون على الفلسطيني و العربي ببضعة دولارات لا تغني عن جوع مشروطة باذلاله و شراء مواقفه و اسكاته و تحمل بلاهتهم و تخاذلهم و عمالتهم و لكنهم بالمقابل يوظفون كامل مواردهم لخدمة أمريكا و الغرب و اسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر و يمولون بسخاء شيوخ و تنظيمات اسلامية اجرامية لنشر التخلف و الجهل و الارهاب و الفتن و سفك الدماء داخل الدول العربية و الاسلامية و لمنع تطورها و اضعافها و تفتيتها خدمة لسيدهم الأمريكي .
ألا ترون أن سقوط الأقنعة و اللعب على المكشوف نعمة و ليس نقمة على الأقل أصبحت تعرف عدوك دون مواربة
فلماذا نستمر بالصاق أنفسنا بالعربان و التقرب الكاذب منهم وتحمل قذاراتهم و طعناتهم و كأنهم قدر لا مفر منه أو لا غنى عنه
هل البلدان التي لا تنتمي لهم أو لا تعرفهم ولا تفتح أبوابها لجربهم و تخلفهم و لا تجاملهم تموت جوعا و تغرق في الجهل
ألم يحن الوقت لنسلك طريقا مختلفا و نبحث عن علاقات و صداقات وطيدة مع دول و شعوب متحضرة متعلمة مستقلة تمتلك قرارها و يمكن الوثوق في مواقفها بدلا من اضاعة الوقت في المراهنة على أدوات أثبتت التجارب مرارا و تكرارا أنهم مجرد أتباع أذلاء خونة غدارون يعادون الحضارة و التحضر و الانسانية و السيادة و لم يأتينا منهم تاريخيا غير الجراد و القمل و الرياح الصحراوية الحارقة الماحقة
لماذا لم نتعلم من أجدادنا الذين عرفوهم جيدا فبنوا قلاع على طول الحدود الجنوبية معهم لرد قبائل قطاع الطرق و النهب و السلب و التخريب البدوية .