03‏/06‏/2012

سوريا الى أين ؟

بعد أكثر من عام على الأحداث في سوريا ما الحل الممكن للأزمة ؟
فمن جهة لم يعد ممكنا للنظام أن يستمر بالحكم لأسباب عدة
منها أنه فاقد للثقة على مدى سنوات من التجربة في الحكم و الأمر الآخر أنه و ان كان له مؤيدون فقد أضحى عدوا لدودا لقسم لا بأس به من السوريين و لن يقبلوا به بالحكم مهما كلف الأمر فقد بات بحد ذاته عامل خلاف و تفرقة و لا أقصد هنا الاسلاميين فمشروعهم و أسباب عدائهم للنظام لا علاقة لها بالفساد أو الحرية و الديموقراطية .

و من جهة أخرى البديل الذي يراد فرضه على الشعب السوري و يطرح نفسه بقوة و بدعم و تمويل أمريكي وهابي صهيوني و الممثل بمجلس استنبول الاخواني لا يمكن أن يكون بديلا مقبولا لكل ذي عقل و ضمير .
فلا يمكن القبول باستبدال السيء بالأسوأ و واضح أن هذا المجلس و عصاباته الاجرامية الاسلامية لا تريد حلا سياسيا بل تريد الاستيلاء على الحكم بقوة السلاح و فرض نفسها كأمر واقع على الجميع مثلما فعلت حركة طالبان و أخواتها و النتائج معروفة على البلد و الشعب بعد ذلك و لا تحتاج لذكاء كبير لاستنتاجها و الأمثلة كثيرة على حكم هؤلاء من أفغانستان الى الصومال الى السودان فليبيا فاليمن و غيرها الكثير .
فهذه العصابات الاخوانوسلفية بحكم ارتباطها و ارتزاقها تاريخيا للمال الوهابي النفطي العميل للأمريكي و نشأتها في كواليس الاستخبارات البريطانية الأمريكية معلومة الأجندة و المشروع
و هو تحويل الصراع في المنطقة من عربي صهيوني الى طائفي سواء خارجيا أو داخليا بتقسيم المجتمع لأخيار و أشرار و كفار و مؤمنين و من ثم استباحة الكفار و أموالهم و أعراضهم و ما يستتبع ذلك من نشر للفتن و الحروب الطائفية و تفتيت للبلد و المجتمع و اضعافه و تجهيله و الحاقه بالركب الصهيوأمريكي وهابي في المنطقة
و بوادر ذلك واضحة قبل أن تستولي العصابات الاخوانوسلفية على الحكم حتى فالتهجير و القتل لأسر بأكملها و الاستيلاء على بيوتها و أملاكها بات حدثا يوميا في المناطق التي تشكل فيها هذه العصابات الاجرامية أكثرية سواء بذرائع طائفية أو دينية أو بتهمة التشبيح التي باتت موضة و حجة للتخلص من كل من لا يروق لهم أو يطمعون في سلب أمواله و أملاكه فأي ديموقراطية و حرية يمكن أن يحمله أو يبشر به هؤلاء الرعاع و الحثالة و المرتزقة و أصحاب السوابق و ثقافة الغزو و السبي , و استباحة الغير و تجاوز كل المحرمات

و أي تنمية و نهضة و مستقبل و فرص عمل يمكن انتظارها منهم و هم يعملون دون كل و ملل على تدمير الدولة و الجيش و الاقتصاد و البنى التحتية و المؤسسات.
و على المستوى الخارجي نجدهم يثابرون على تطمين اسرائيل و على الاتصال بها و طلب العون كل بدوره
بينما يعملون على استفزاز حزب الله و ايران و خطف مواطنيهم و توجيه رسائل و تهم و تهديات لهم و لا أعلم ماعلاقة ذلك بمطالب الحرية و الديموقراطية في سوريا و لمصلحة من يفتعلون هذه العداوات
و لا يمكننا القول أن هذه الأعمال يقوم بها أفراد من تلقاء أنفسهم و الا بماذا نفسر أكاذيب كل من برهان غليون و هيثم المالح وسواهم من سياسيي مجلس استنبول و تبريرهم للخطف بالزعم أن هؤلاء من مقاتلي حزب الله و حتى ان كانوا من مقاتلي حزب الله و عابرون للأراضي السورية فما مبرر خطفهم و ما مصلحة السوريين في ذلك فهل أهدافنا محاربة حزب الله و ايران نيابة عن اسرائيل .

من هنا فان الحل الممكن للحفاظ على الدولة و الجيش و المؤسسات و تفويت الفرصة على الحلف الصهيوني الوهابي من اختراق سوريا و تدميرها
هو بتوافق سياسي بين النظام و المعارضة التي ميزت نفسها عن هؤلاء المجرمين و الاتفاق على مرحلة انتقالية يتم فيها تسليم الحكم بشكل منظم للحفاظ على الدولة و الجيش و الشعب و القضاء على العصابات الأخوانوسلفية العميلة بأي ثمن و بكافة الوسائل و بتعاون الجميع و دون اكتراث بنباح الخارج و حقوق الانسان الذين عودونا أن يتباكوا فقط على عصابات أمريكا الاجرامية و مرتزقتها في العالم و الا فان الفوضى و الدمار و الضياع و التبعية لسفراء الجاهلية و التخلف و الانحطاط و ما قبل التاريخ من أعراب آل البعير و أسيادهم الصهاينة هو ما ينتظر البلد و شعبه .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليق بما يثري الموضوع و يفيد