21‏/04‏/2011

البلطجي الأمريكي و حكام الاعتدال

لعلنا جميعا تعرضنا لموقف ما مع بلطجي الحي حيث يكون شخص صايع قوي خارج على القانون مسلح بالسكاكين و الشومة كما يقول المصريين يتجول في الطريق  متعمدا التحرش بهذا و ذاك للفت النظر و ارضاء شعوره بالدونية و يختار بالعادة من هم أضعف منه أو المتعلمين الذين يخشون المشاكل و دخول السجن  ليعلق معهم و حديثي هنا ليس عن البلطجي نفسه بل عن مرافقيه فهؤلاء هم أكثر من يغيظني .
فعادة يرافق البلطجي عدد من الجبناء الأنذال الهزيلين الضعفاء الذين يحتمون به و يهللون له و لبطولاته و يهددون الآخرين به واذا ما تعالقت معه يتولون هم مهمة سبك و شتمك و تحمية و تشجيع البلطجي و يقفون الى جانبه فتجد هذا ينكزك من هنا و ذاك يدفشك من هناك و اذا هاجمتهم يختبؤون خلفه ثم يسرع أحدهم فيتناول بحصة من الأرض فيضعها على كتف البلطجي و يقول لك هل تجرؤ على رميها في محاولة لاستفزازك و اشعال النار أو قد يستخدمهم البلطجي بطريقة أخرى فاذا أراد أن يتقاتل معك يرسلهم اليك ليتحرشوا بك و يستفزوك و يقف من بعيد يراقب فان تجاهلتهم لعلمك من خلفهم ستشعر بالاهانة لترك هكذا جبناء يتعدون عليك و هذه مصيبة و ان هاجمتهم فالمصيبة أكبر لأن هذا ما ينتظره البلطجي لقتالك بحجة الدفاع عن أصدقائه .
هذا يوصف بالضبط حال حكام الخليج العربي مرافقي البلطجي الأمريكي فتراهم يتحمسون و يهللون لحروبه العدوانية أكثر منه و يتولون تمويلها و يسخرون أراضيهم و مواردهم له و يستخدمهم لاستفزاز خصومه في المنطقة لجرهم الى الحرب هذا ما فعلوه مع صدام حسين عندما تعمدت الكويت الصغيرة استفزازه و استفزازه بعد حربه مع ايران الذين هم من شجعه عليها فوقع في الفخ و نعرف جميعا السيناريو اللاحق .
اليوم يكررون نفس السيناريو مع ايران فمنذ بدء الغزو الأمريكي للعراق كانت مهمتهم توجيه الأنظار لايران فأصبحت ايران الشغل الشاغل لحكام الخليج و حكام الاعتدال الآخرين فوجدناهم يتحدثون عن هلال شيعي و يعبرون عن قلقهم من التدخل الايراني فلم تقلقهم القواعد الأمريكية الضخمة على أراضيهم و لا الغزو الأمريكي المباشر للعراق و معها عشرين دولة من مرتزقة العالم و لم يقلقهم تدمير العراق و لا ارتكاب المجازر بحق أهله و احتمال تقسيمه بل شاركوا في ذلك و شجعوا عليه و طبلوا و زمروا له و فتحوا بلادهم للغازين وحدها ايران هي التي تقلقهم لماذا بالطبع لأنها تقلق البلطجي الأمريكي .
ثم بعد ذلك بدأت اسرائيل و أمريكا الحديث عن النووي الايراني و عن خطورته و على الفور تبنى مرافقو البلطجي الخليجيين الموقف و أصبح النووي الايراني همهم فلا أعلم ما مشكلتهم مع النووي الايراني ما دام جميع أعدائنا في العالم يمتلكون مختلف صنوف السلاح النووي و على رأسهم اسرائيل التي تقيم في حضننا فهل سيفرق معنا شيء اذا امتلك عدو آخر اضافي سلاحا نوويا اذا اعتبرنا ايران عدوا مرة أخرى نجد مخاوفهم من مخاوف البلطجي الأمريكي و بما يخدم أجندته .
و مؤخرا وجدنا تصعيدا خليجيا غير مسبوق اتجاه ايران فسربوا أخبارا عن قرار الملك السعودي قيادة حكام الخليج في مواجهة ايران و تهديده بمواجهة عسكرية معها و شر البلية ما يضحك فنحن نعلم أن حكام الخليج أضعف من أن يدخلوا في مواجهة مع ايران فلماذا الاستفزاز و هنا نشتم رائحة البلطجي الأمريكي الذي يدفع أتباعه الأنذال لاستفزاز ايران و جرها الى الحرب ليتدخل فيما بعد هو بالذات لضرب ايران بذريعة حماية أصدقائه الخليجيين  و بهذا يحقق عدة أهداف :
1- تدمير خصمه و خصم اسرائيل الأبرز في المنطقة .
2- احداث انقسام و فتنة شيعية سنية على مستوى المنطقة بعد أن أصبحت الأرضية جاهزة لها فيحرم بذلك ايران من تعاطف و التفاف اسلامي عام حولها و يقدم نفسه كمدافع عن السنة و يؤسس لاعلان تحالف علني خليجي اسرائيلي في مواجهة العدو المشترك المصطنع ايران و حلفائها بعد أن كان تحالفا وراء الكواليس.
3- تحميل حكام الخليج نفقات هذه الحرب باعتبارها دفاعا عنهم .
و في هذا الاطار يأتي التدخل الخليجي في البحرين و تعمد الاجرام و التحريض و الاستفزاز الديني بحق الشيعة هناك لزيادة صب الزيت على النار .
و في السياق نفسه التحريض الطائفي في سورية الذي حملوا لواءه للقرضاوي و لفضائياتهم و اعلامهم .
و كذلك التحريض الطائفي على المقاومة في لبنان الذي يعمل عليه من سنوات و الذي مهد للتحالف بين الحريري و جعجع و الجميل الذي بدوره يمثل صورة و بوتقة اختبار للتحالف المراد له أن يكون في المنطقة بين عملاء أمريكا الخليجيين و عملائها الاسرائيليين في مواجهة معرقلي المشاريع الأمريكية في المنطقة.
و لهذه الأسباب لم يوكل البلطجي الأمريكي مهمة ضرب ايران لعميلته اسرائيل .
و هنا يتجلى الكرم العربي و الطمع الاسرائيلي فالأمريكي مضطر أن يدفع مليارات الدولارات للعميل الاسرائيلي سنويا ليكون عميلا له و ينفذ المهام المطلوبة منه بينما العميل العربي يدفع كل موارده للأمريكي ليقبله عميلا له و ليستظل بظله .

شهادة من داخل كواليس قناة الجزيرة
فضح الاعلامية لونا الشبلي للاعلام الصهيوخليجي و دوره في خدمة البلطجي الأمريكي 

شاهد فيديو المصير - محمد حسنين هيكل - الحلقة الثانية - الجزء الثاني 

ركز على فكرة تصورات اسرائيل للسلام و نظرية الأمن الاسرائيلي و مقولة لا بد أن ينشغل العرب بصراعات ثانوية غير اسرائيل لكي تفهم ما يجري في عالمنا العربي اليوم و سر اختلاق حكام الخليج للعدو الايراني و الفتن الطائفية و الغاية منها و صح النوم يا عرب

هناك تعليق واحد:

  1. حكام الاعتدال دورهم في الصراعات التي يحركها وينفذها البلطجي الأمريكي مثل المثل القائل ( جحش النصارى ينقل الحجارة ويدفع الخسارة ) ... وفهمكم كاف يا عرب!!!

    ردحذف

يرجى كتابة تعليق بما يثري الموضوع و يفيد