22‏/04‏/2011

العرب و علم الأنساب

هناك ظاهرة عندنا وهي أنه كلما خرج منا مجرم أو عميل أو سفاح نبحث له عن نسب يهودي أو ما شابه و المفارقة أننا نجد هذا النسب بسهولة فبعد 30 عام من الحكم اكتشفنا أن حسني مبارك مسيحي و بعد 40 عام من الحكم اكتشفنا أن والدة القذافي يهودية وهكذا دواليك و لا أستطيع أن أفهم لماذا يجب أن يكون هؤلاء يهود أو مسيحيين لكي نرضى و نقبل بعمالتهم و كأن تاريخنا العربي و الاسلامي و أصحاب الحسب و النسب من العرب يخلو من العملاء و المجرمين مع أننا مثقلون بهؤلاء العملاء و المجرمين على مر التاريخ من بني جلدتنا فأين نصنف أشراف الأردن و آل سعود و من لف لفهم من الأسر الحاكمة الأخرى متى سنفهم أن الأمر لا يتعلق بجنس و طائفة و دين و عشيرة و شعب و انما أفراد باعوا أنفسهم و هؤلاء لا ينتمون سوى لشيطانهم و مآربهم ومصالحهم .
و ليس هذا فحسب بل اننا نبحث لأنفسنا عما يسمى أصل و نسب فنسلسل قائمة جدود قد تصل الى مئات الأسماء و أكثر و نجهد أنفسنا في تكوين شجرة عائلة أو عشيرة و حفظ هذه الأسماء عن ظهر قلب فهذا مهم جدا و منهم من يكون فطينا فيصل نفسه الى الرسول أو شخصية تاريخية أو خفرع بما لا يتعدى خمس أو ست أسماء من الجدود .
و لشدة ولعنا بالنسب أوجدنا علما سميناه علم الأنساب نكرس فيه عقليتنا العرجاء المشوهة الخاوية .
و لكن حقيقة اذا تمحصنا في شجرات النسب التي نحرص عليها لن نجد فيها لا أنشتاين واحد و لا دافنشي و لا نيوتن و لا غاليلو و لا سقراط و نادرا ما نجد شخصية يعتد بها هذا ان لم نكن كاذبين بل ان كل من نجدهم في هذا النسب هم مقمل ابن جربان ابن مقمل ابن جربان ابن جاهل ابن مفلس ابن طقعان ابن خرف ابن كليب ابن جحش ابن وهمان ابن رجعان ابن خريان و هكذا حتى نصل الى آخر السلالة و السؤال فيما تهم هذه الأسماء السالفة التي نقضي السهرات في تعدادها و تذكرها و التي لم نقابلها أو نعرفها قط و ماذا يمكنها أن تقدم لنا و ما الآثار أو العطاء الذي تركته لنا أو للبشرية لكي نضيع وقتنا في مناقشتها و تقديسها.
متى سنفكر بعقلانية و لا نشغل أنفسنا بهكذا بحث عن الأصل و نركز على الفرد نفسه و سلوكه و عطائه.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليق بما يثري الموضوع و يفيد