21‏/05‏/2012

ديموقراطية البطاطا و الأفيون

هل الديموقراطية بشكلها الحالي و الانتخابات الحرة التي يشارك فيها من هب و دب تعبر فعلا عن ارادة و مصلحة شعبية و وطنية عامة حقيقية أو ارادة واعية أم تعبر عمن يملك المال و الاعلام و ينافق العامة و يسيطر على عقولهم و ارادتهم بكافة الوسائل سواء الشريفة أو القذرة .

ما هي نسبة أفراد المجتمع القادرين فعلا و بشكل واعي مستقل أن ينتخبوا الشخص أو الحزب الصحيح الذي يسير بهم الى الأمام و يحقق التقدم و التطور على كافة الصعد و يحقق مصالحهم عامة و هل الأغلبية تملك القدرة على التحليل المنطقي السليم و الوصول الى نتيجة صحيحة بحيث تميز و تفرز من يمثل مصالحها و مستقبلها و هل الأحزاب العقلانية تتمتع بشعبية .

المؤشرات و التجارب الشعبية لا توحي اطلاقا أن العامة و الأغلبية تعي أين مصلحتها الحقيقية أو تدرك أن مصلحتها في مصلحة الجماعة و العامة و هي تتحقق على المدى الطويل و ليس آنيا .

فالمواطن العادي بطبيعته يعتبر أفكاره و عقليته هي الصواب و الحقيقة أيا كانت و يختار من يشبهه عموما و يفكر بنفسه أولا دون اعتبار للغير و يفكر بمصلحته الآنية و لذلك يعطي صوته ببساطة لكيس بطاطا أو تنكة زيت أو سمنة أو رز فهذا بالنسبة له مكسب آني ملموس و ان كان رخيصا و لا يفكر بالمكسب الأكبر و المردود الذي ينعكس عليه بشكل غير مباشر من خلال تقدم و تطور البلد ككل هذا عدا عن تعزيته لنفسه باعتقاده أن صوته لن يقدم أو يؤخر في شيء و اذا أضفنا الى ذلك تدخل رجال الدين على الخط و فتاويهم التي لا تصب عادة الا في خدمة الظلاميين و أصحاب المال و كذلك الاعلام المأجور فان المواطن سيختار جلاده وهو يشعر براحة ضمير و هذا ما حصل في تونس و مصر و غيرها .

و بالطبع لا مصلحة لمن يملك المال و الاعلام سواء داخليا أو خارجيا بدعم شخصية مستقلة حرة غير مرتبطة بأجندات ما لأن شورها سيكون من رأسها و لن تخضع لأحد و هؤلاء لا أحد يريد صحبتهم .

أبسط مثال و مؤشر عما تختاره العامة و يحقق شعبية لديها خلو الشوارع من الناس عند عرض مسلسل متخلف قذر بدائي غبي كباب الحارة و اجتياح صور أبطاله للملابس و الحقائب و الشوارع
و هذا ما نراه حاليا في شوارعنا انه تطبيق عملي لأحداث باب الحارة حيث أبناء الحارات يتعصبون و يتصارعون و يتزعمهم أبطال زعران و حثالة بأفكار و مفاهيم متخلفة بلهاء و عنتريات اجرامية و صبيانية .



الديموقراطية بشكلها الحالي في العالم أجمع هي لعبة موجهة و مسيطر عليها و هناك دائما من يدير خيوط اللعبة وراء الكواليس
و أما المرشحين الذين يظهروا للعلن فهم المرشحين الذين مسموح لك أن تختار من بينهم لا أكثر و لا أقل 
بمعنى نحن نرشح لك عدة اسماء نقبلها و أنت تنتخب من تريد من بينها 
هذه هي اللعبة .

ألسنا بحاجة الى مفهوم آخر للديموقراطية مفهوم لا يسمح للمتخلفين و المجرمين و المتعصبين و المنافقين و حيتان المال أن يستغلوه و يصلوا الى الحكم من خلاله .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليق بما يثري الموضوع و يفيد