16‏/05‏/2012

لم يعرف التاريخ أكذب من العرب

كنا صغارا نشاهد في رمضان أفلام و مسلسلات دينية مصرية لعبدالله غيث و حسن يوسف طبعا كنا نشعر بالفخر لمشاهد المسلمين الأبرياء المظلومين ينتصرون في معاركهم المقدسة على الكفار الذين يعذبوهم لأن أبطال الفلم كانوا يفرحون بالنصرالالهي و نحن نفرح معهم

و لكن هناك مشهد لم يقنعني بقي عالقا في ذاكرتي أفكر به وهو مشهد أناس يمرون في الطريق بمحض الصدفة فيسمع أحدهم صوت مسلمين مقموعين مختبئين في بيت ما يقرأون القرآن فيتوقف الشخص و ينصت لتلك القراءة و على الف
ور يشعر بالخشوع و الرهبة و يلتفت للكاميرا قائلا ما هذا بكلام بشر و يضيف أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله و هكذا دخل الناس جماعات جماعات في الاسلام .

هذا المشهد تحديدا لم يخرط مشطي و بقيت أفكر به طويلا كيف اقتنع هذا الشخص الذي يحتاج بالعادة لفت خبز كثير لتقنعه بفكرة جديدة فما بالك بدين جديد بهذه السرعة بالاسلام وهو لا يعرف شيء عنه لمجرد سماعه بعض تمتمات و تعاويذ و خصوصا أني شخصيا لم أشعر بقشعريرة و خشوع و رهبة عندما سمعت للمرة الأولى تلك التعاويذ و التمتمات بل اني استغربتها و استغربت حركات الصلاة التي يؤديها أمامي الكبار و رأيتها لا معنى لها و مغفلة .

الى أن قرأت في السيرة المحمدية و الاسلامية كيف أنه و فور موت محمد اختلف صحابته على المناصب و ارتدت معظم القبائل عن الاسلام و من لم يتجرأ على الردة توقف عن دفع الزكاة بل ان القبائل استسهلت مسألة النبوة و ظهر في كل قبيلة نبي منها و لم يعودوا عن ردتهم الا بعد حروب الردة التي تم فيها ذبح قبائل و مناطق بأكملها و سبي نسائها و بيع أطفالها و نهب أموالها من قبل الخليفة أبو بكر و خالد ابن الوليد سيف الله المسلول
هنا فقط زالت حيرتي و فهمت كيف دخل الناس في الاسلام بالسيف و ليس بالفكر و أن ذلك المشهد لم يكن الا كذبة كبيرة و أدركت أنه لم يعرف التاريخ أكذب من العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى كتابة تعليق بما يثري الموضوع و يفيد